الميدان الرياضي : «صلاح».. هرمون سعادة!
التاريخ : 2018-05-02

«صلاح».. هرمون سعادة!

هيا الغامدي
 
يقول أحد المشجعين الإنجليز: هناك كلمة واحدة تصف ما تشعر به عندما تشاهد محمد صلاح وهو يلعب كرة القدم.. "السعادة" وحسب! 

وبحق.. فهذا اللاعب أصبح يضاهي الهرمون المتسبب بإنتاج السعادة لدى الناس "السيروتونين"، فمن الصعب أن تشاهد وأنت بكامل حواسك تلك الظاهرة الكروية "العالمية" المبهرة جدًّا، ولا تقف احترامًا وفخرًا وتقديرًا لها، يكفي دعاؤه وصلواته رفعت من أسهمه كثيرًا بإنجلترا كرجل مسلم، ورفعت من أسهم عروبته المتلولح بعضها فوق أعناق الطغاة واليهود! 

صلاح لم يغير الفكر المتحجر الأوروبي تجاه العرب وحسب، بل غير نظرتهم وتعاملهم والصورة النمطية التي ترسخت مؤخرًا بأوروبا عن المسلمين بتعامله/أخلاقياته قبل موهبته/ مهاراته والتزامه وانضباطه جعلوا منه نموذجًا يحتذى به! 
 

الإنجليز/ الغرب أناس لا تأخذهم العاطفة بالتقييم "حقانيين"، يتعاطفون بعقولهم ويفكرون بقلوبهم! 

صلاح رفع سقف الطموح للاعب العربي الشاب، وإذا استمر فمن حقه ليس فقط الحلم بالجائزة الذهبية لأفضل لاعب بالعالم، ولكن بجوائز عالمية أخرى نوبل/ البوليتزر/ التيرنر نظير قيمته الفنية العالية جدًّا! 

الجائزة الذهبية منذ 2008م محتكرة لميسي ورونالدو حصل كل منهما عليها خمس مرات، وجاء اليوم الذي يجب أن يكسر فيه هذا العربي سيطرة "اللوبي" الأوروبي/ اللاتيني على هذه الجائزة ويحصل عليها بأهلية واستحقاق، خاصة إذا وافق ذلك تألقه مع منتخب بلاده وتأهله لأدوار متقدمة بالمونديال! 

43 هدفًا رفعت من أسهمه كثيرًا متفوقًا على رونالدو وميسي! 

داهية "يورغن" لأنه عرف الباسوورد الحقيقي لصلاح، فعّله فتفجرت طاقاته الكروية الكامنة أكثر، حيث لم تكن الكيمياء إيجابية بينه وبين البرتغالي جوزيه مورينيو بتشيلسي كما الآن مع "كلوب"، لكنه تنفس الصعداء مع الطليان بفيورنتينا وروما قبل أن يستقر بالريدز! 

صلاح انتصر على الحب القديم "روما"، جرحه مرتين وتسبب بإيلامه مرتين، وخرج بحصيلة وجع 5ـ2 ذهابًا بالسيمي فاينال، منتصرًا لعثراته السابقة مع معركة الذات ومن لم يقدر موهبته ومن لم يفعل فيه شخصية البطل على الميدان، رغم آمال "الذئاب" بالريمونتادا إيابًا! 

ورغم ذلك وبمنطقية، ليس عدلاً أن يتساوى صلاح بحكم الميزان والتاريخ مع رونالدو وميسي، أقله "الآن"؛ فهذان النجمان صاحبا مستويات ثابتة طيلة سنوات طوال، وضعهما الفني وثقلهما الاحترافي خارج إطار المنافسة! 

صلاح حالة استثنائية من حالات كرة القدم إذا حافظ على مستواه، واستمر على نفس الرتم التصاعدي، فما من شك سيصل ويصبح بخط مواز مع صفوة نجوم الكرة العالمية باقتدار!      
عدد المشاهدات : [ 8667 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .